كلام فى الكلام للكاتب اسحق احمدفضل الله

ليوم عرفة .. والقرآن عربي .. وهذه اللغة العجيبة يكتب عنها حسن مطر أستاذي اسحاق أحمد فضل الله هذا هو الجزء الثاني من حديثنا كلام في الكلام.. القافات: لقد تحدى القرآن الكريم المشركين وهم سادة اللغة والفصاحة أن يأتوا بعشر سور ثم بسورة ثم بآية ... وقد كان بامكانهم ان يأتوا بحرف كما ورد في القرآن ألم ... حم ... ن ... وق ..!! وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها . وأصبحوا كأبي لهب والذي كان له أن يدحض دعوى القرآن بكفره ويسلم ثم يقول للناس ... لقد آمنت فماذا أنت فاعل يا محمد ؟! ولكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا ! وهاهي ذي الحروف البسيطة المعجزة والتي يقول المفسرون حين يقفون عندها : الله أعلم بمراده! وليس فقط هذا الجيل من السودانيين ممن يتساهلون في نطق القاف تكاسلا فقد سبقتهم إلى ذلك اجيال فقال ابن خلدون في مقدمته: “ومما وقع في لغة هذا الجيل العربي لهذا العهد حيث كانوا من الافطار شأنهم بالنطق بالقاف فانهم لا ينطقون بها من منطق القاف عند أهل الأمصار كما هو مذكور في كتب العربية أنه من أقصى اللسان ومافوق من الحنك الأعلى كما هي بل يجيئون بها متوسطة بين الكاف والقاف ... إنما يتميز العربي الصريح من الدخيل في العروبية والحضرى بالنطق بهذه القاف ويظهر بذلك انها لغة مضر بعينها ... ويظهر بانها لغة مضر الأولين ولعلها لغة النبى (ص) قد ادعى ذلك فقهاء أهل البيت وزعموا أنه من قرأ في أم القرآن “أهدنا الصراط المستقيم” بغير القاف التي لهذا الجيل فقد لحن وأفسد صلاته! والقاف عند بعض أهل الذكر من الأحرف القوية التي لها قدرة يتقى بها من بعض عاديات الزمان .. أسماء ... أسماء: من هذه الحروف البسيطة تتكون الكلمات المعجزات وتركب الأسماء والتي هي أيضا أحد الأقدار الربانية اللطيفة ... فقد يختار الولدان أسماً ما لمولودهما .. ولكن من حيث لا حيث يأتي قريب أو صديق ويختار اسماً آخر قد ورده في يقظة أو أُلْهِمَه في رؤيا فيقع الاختيار عليه ... المهم في الأمر أن هذا الاسم – كغيره – يحمل صفة أو صفات من المسمى ! وقد كان رسول الله (ص) يحب الفأل والاسم الحسن وأنه لما نزل المدينة على كلثوم دعا غلامين له (يابشار ويا سالم) فقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضى الله عنه: (ابشر أبا بكر فقد سلمت لنا الدار !). وقال المدايني لما وقع الطاعون بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان حين أتاها فخرج هاربا ونزل بقرية من قرى الصعيد فقدم عليه حين نزلها رسول لعبد الملك بن مروان فقال للرسول : ما اسمك ؟ فقال : طالب بن مدرك فقال : أواه! لا أظني راجع إلى الفسطاط. فمات ولم يرجع. صدام ... سلام: ولكن انظر لهذه الاسماء وموافقتها لبعض أقدار الله. (فوحشي) هو قاتل حمزة رضى الله عنه ! و (فاتك) هو قاتل المتنبي .. وبماذا يذكر اسم كـ(القعقاع) بن عمرو بغير صهيل الخيول وصليل السيوف وقعقعة المعارك؟ أو شخص مصادم للعدو والصليح كـ(صدام) حسين رحمه الله.. أو ذلك الذي يفيض سلاما حتى ينسى كل مافعله الصهاينة بأهله من دير ياسين الي غزة ... كـ(سلام فياض) ! فيفيض ببضاعة السلام المزجاة برغم ردها المهين من نتنياهو وحكومته .. أو ذلك (المحظوظ) الذي – قام من نومه ولقى كومه – الذي حين مات رئيسه أصبح هو الرئيس لاكثر دول افريقيا عددا – نيجيريا (قودلك)!! أو تلك الروسية والتي دخلت الاسلام بعد ان رأت فيلما يسخر فيه الشيوعيون – أيام سطوتهم – من المسلمين ... ولكنها ما أن سمعت صوت الآذان – لأول مرة في حياتها – تكهربت – وعاودت مشاهدة الفيلم خمس مرات لسماعه ومن ثم أسلمت (مسلمة) وقد كان اسمها اصلا (فيرا) وتعني (ايمان) !! وكذلك (مبارك) الذي شاد صرحا عظيما اسمه منظمة الدعوة الاسلامية وتوابعها وملحقاتها من مكتب مستعار صغير (3×3م) في السوق العربي فعمت بركتها السودان وأفريقيا وأمما أخرى في العالم لا يعملها إلا الله ... ألا رحمة الله عليه. أعداد وأسماء: وللأحرف قيم حسابية استفاد منها بعض أهل العلم لايجاد معان إضافية وتوافقات وتناسب لصفات تخص شخصا بذاته – أو بعد جمعها – مع أشخاص آخرين قد يريد الاقتران بهم – خيرة، أو التعامل معهم أو لمعرفة ما يناسبه من مسالك ودروب فالانسان مطالب بأن يعرف نفسه “وفي أنفسكم أفلا تبصرون” و “رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه”. الطريف أن الاسم هنا ينسب إلى الأم ومن ذلك قد يكون خلق المرء ابراهيميا أو يوسفيا أو موسويا أو غير ذلك فيتزكي ويترقي وفق طبائع مركوزة فيه لم يكن مدركا لها. وقد يقترن الانسان بمن يلائمه من الأسماء فيسعد أو بمن لا يلائمه فيتعس ويشقى ... وكل ذلك بتوفيق من الله وهداية.. خير الأسماء: وقد اعتني المسلمون عناية كبيرة باختيار الأسماء والاحتفاء بذلك وقد جعل ذلك في اليوم السابع وهي أقرب فرصة تكون الأم فيها قد تجاوزت آلام المخاض والوضع وابتدأ المولود يتأقلم فيه على العالم الذي من حوله وتختبر فيه حواسه السمعية والبصرية. وقد جاء عن الرسول (ص) انه قال: “خير الأسماء ما عبّد وحمّد” ... وقال : “أحب أسمائكم إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة” ... وقد ورد عنه أنه غير أسماءا فيها مزيد تشاؤم أو تزيد في التفاؤل كـ(بَرَّة) وعن علي رضي الله عنه عن النبي (ص) : “إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه ووسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها” وقد جاء مؤخرا في الأنباء أن اسم محمد قد أصبح الاسم الأول للمواليد في بريطانيا لأول مرة منذ العام 2009م وذلك حديث آخر!! حسن مطر المبادرة الانسانية الافريقية