الحسرة والندم على بشه !!
اذا كنا فى كل مرة نحاول البحث عن التبريرات والاعذار لهزائم المريخ ونختلق الاسباب لمجلس الادارة لتبرئته من مسؤولية الاخفاقات فى هذا الموسم مرة بظروف الاصابات ومرات بعدم الاستقرار فى الاجهزة الفنية وغيرها من الاعذار التى سئمت منها جماهير النادى , فان الخطأ الوحيد لمجلس الادارة الذى لايمكن ان يغتفرهو تفريطه فى تسجيل المهاجم السوبر بشه الذى دخل غرفة تسجيلات المريخ بمحض ارادته فى فترة التسجيلات الاخيرة قبل ان يقدمه بعض اصحاب الافق الضيق كهدية على طبق من ذهب لم يكن يتوقعها الهلال الذى استطاع ان يستثمر القدرات الهجومية المهولة للاعب لهزيمة المريخ فى الوقت الذى ظل يعانى فيه الهجوم الاحمر من حالة الجدب والجفاف التى اصابته جراء الاصابات والايقافات التى قضت على كل عناصره الهجومية وفرضت على كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق اللجوء للتوليف والعك واللجن لتغطية هذا العجز الذى دفع ثمنه المريخ وهو يفشل للموسم الثانى على التوالى فى العودة من جديد لمنصة التتويج بعدما تعرض للهزيمة الثانية من الهلال فى الدورتين الاولى والثانية ,, صحيح ان هناك اخطاء دفاعية واخرى ساذجة كانت سببا فى هزيمة المريخ ولكن ان تهتز الشباك الحمراء مرتين من تحت اقدام المهاجم السوبر بشه فهو مايدعو للحسرة والندم وارتفاع السكر وضغط الدم وفقع المرارة وكل امراض العصر القاتلة ,, والطريف فى الامر ان من فرطوا بهذه السهولة فى بشه وفرشوا له الطريق بالورود للذهاب الى غرفة تسجيلات الهلال اسرعوا للصحف ليروجوا بانهم خدعوا الهلال الذى كما قالوا اشترى الترام وشرب المقلب لانهم ارادوا ان يصرفوا انظار غرفة تسجيلات الهلال عن هنو الذى وصفوه حينها بانه افضل عشرات المرات من بشه !!
الذين ارتكبوا هذه الجريمة فى حق المريخ يفترض ان لايكون لهم موطىء قدم فى لجنة التسجيلات المنوط بها رصد افضل العناصر التى يمكن ان يضمها المريخ لكشوفاته فى فترة التسجيلات الرئيسية التى اضحت الان على الابواب حتى لو كانوا من صناع القرار فى مجلس الادارة ,, فالمريخ لم يعد يتحمل مثا هذه الضربات التى اهدرت موارده وامواله فى شراء المواسير التى لم يجنى المريخ من ورائها سوى الفشل تلو الفشل فى نهاية كل موسم ,, فكل هدف احرزه بشه فى شباك المريخ فى القمة الاخيرة كأنه اراد ان يرد به على من وصفوا مستواه بالمتواضع وانه ليس فى قامة المريخ ولامقارنة بينه وزميله هنو علما بان الاخير لازال يشكل عبئا كبيرا على النادى وفشل فى ان يثبت نفسه فى تشكيلة المريخ رغم الفرص التى سنحت له فى عدد من المباريات وفى ظل نقص العناصر الهجومية الذى يعانى منه المريخ خلال الفترة الماضية ,, فاللاعب الذى رفضه المريخ واطلق سراحه من غرفة التسجيلات اصبح اليوم المهاجم الاول فى فريق الهلال عن جدارة يستحقها وليس مجاملة من ميشو الذى فضله على سادومبا بعدما ظل البديل الاول فى تشكيلة الفريق منذ اول مباراة شارك فيها مع الهلال على المستوى المحلى والافريقي علما بان الهلال لم يكن يعانى من اى نقص فى العناصر الهجومية قبل تسجيل بشه بل كانت ولازالت لديه وفرة من المهاجمين ,, وهذا مادفع بشه خلال فترة التسجيلات الاخيرة بالتفكير فى اللعب للمريخ لعلمه بان فرصة مشاركته كمهاجم اساسى مضمونة اكثر من الهلال الذى كان حينها يعتمد على سادومبا وكاريكا واحمد عادل قبل ان يضم اليهم بكرى المدينة الى جانب نجوم الحرس القديم من لاعبى الوسط اصحاب النزعة الهجومية هيثم مصطفى ومهند الطاهر ,, ولكن فى وجود هذا الكم من النجوم استطاع بشه ان يفرض نفسه على المدرب ميشو الذى لم يتردد فى المباراة الاخيرة ضد المريخ من الدفع به اساسيا فى التشكيلة بدلا عن سادومبا وكان بالفعل عند حسن الظن وعلى قدر الثقة التى اولاها اياه المدرب ميشو فكان الهدف الاول والثانى من نصيبه وهى مهمة صعبة يندر ان تكرر فى مباريات القمة التى يتعرض فيها المهاجمين للضغط الجماهيرى ولكن لان بشه من اصحاب الوزن الثقيل وصاحب خبرة اكتسبها خلال مشاركته مع فريقه السابق المورده استطاع ان يضع الهلال فى المقدمة ويتلاعب بدفاع المريخ ويكشف ضعف حارسه رمزى غير الصالح ,, فهل هناك حسرة يمكن ان تعتصر جماهير المريخ اكثر من ذلك وهى تشاهد بعينيها لاعبها الذى جاء بقدميه لغرفة التسجيلات المريخية يمزق شباك فريقها ويمنح خصمها اللدود فرصة الاحتفاظ باللقب ؟؟
عموما لاتجدى الحسرة والندم على اللبن المسكوب ولكن تبقى العبرة فى ان يتعلم اصحاب القرار فى مجلس الادارة من اخطائهم رغم فداحتها ,, حتى لايهرب بشه جديد من المريخ للهلال وبفعل فاعل كما حدث فى التسجيلات الماضية !