هل تصدق صناعة الخبز ستكون من الزرة / يوم فى حياتنا / اسحق احمد

- رب إني وهن العظم مني والقلب وهن والعقل.. ونمتلئ اللهم حزناً وتعباً ورهقاً.. فهب لي من لدنك عطلة وظلاً وعنقريب هباب ومن حولي صياح الأطفال وثغاء الماعز ونداء نسوان الفريق.. وأنا أقرأ لابن الفارض وعندي عبد العزيز محمد داود.. وقلبي يحدثني بأنك متلفي.. يا رب.. يا رب.. يا رب..!!
- ما هذا ؟
- هذا شيء نجمزبه من الوتد..
- لكن الوتد أقوى
[2]
- ومساء أمس يهبط الخرطوم وفد من الحركة الشعبية لعله بقيادة سلفا كير والوفد يعرض مساومة تقول
: نشتري الجنسية.. في مقابل أبيي.. وبقاء نسبة البترول كما هي.
- وسلفا الذي يخطب ود الشمال ويحدِّث مجلسه امس الأول عن لقاء له «بأخيه» البشير، سلفا هذا يختار الأيام التي فيها صراخ الجنوبيين والجيش الشعبي يشعل النار فيهم حين يتجهون عائدين إلى الشمال.
- ومن خلفهم أمس الأول كانت موسيقا ستين جنوبياً يصفّهم الجيش الشعبي صفاً ويطلق عليهم النار بأعالي النيل لأنهم صوتوا لصالح الوحدة.. في تعبير رائع عن حب الجنوب للشمال؟
- وأمس في شمال دارفور تنتقل السياسة الجديدة خطوة
- والقوات الخاصة هناك تفعل بالتمرد الأفاعيل في أول اشتباك لهم.
- ونسمة تهب علينا من قبل الريان والتدريب العالي يتصل بنا ليقول
: أستاذ
ما كتبته عن أن إدارة التدريب والجامعات تخنق المنح والبعثات شيء يخنق العاملين هنا.. وليس دقيقاً
- والدكتور يقول
: سمعت بجيش العلماء والباحثين ـ الذي يطلقه البروفسير الزبير بشير أيام كان مسؤولاً عن التعليم العالي؟؟ الجيش هذا نذهب نحن الآن لبعث الروح فيه
- قالوا.. بعثات الهند ـ نموذجاً ـ حولناها لجهات الاختصاص بعد يوم واحد من وصولها..
- واثنان وثلاثون دولة تحتضن الآن مبعوثينا وأربعة وخمسون دارساً للدكتوراه والماجستير .. في دولة واحدة.
- قال الدكتور ـ مدير التدريب ـ ونحن نفتح المجال ليس للطلاب وحدهم بل لكل مؤهل على الإطلاق.. كل المواطنين
- قال كأنه يسأل ويجيب
: جامعة الدول العربية؟!
أرسلنا مبعوثين ـ اثنين لكنهم بعدها تسربوا إلى دول أخرى
- بعثات المغرب وسوريا لا يحبها السودانيون لأن الدراسة هناك بالتونسية في المغرب ـ وبالعربية في سوريا ـ بينما بعض العلوم من الأفضل أن تدرس بلغتها الإنجليزية.
- الصين عندنا ثلاثون دارساً.. ونستبدل سبعة خريجين بسعبة آخرين .. وهناك مائة واثنان الآن هناك.
- والدكتور يحدث عن كيف أن ما يقعد بكثير من مشروعات الوزارة هو أن الوزارة تتكفل بمصروفات «العيش اللائق» بالمبعوث السوداني والذي يبلغ ألفي دولار إن كان يصحب أسرته.
- لكن رغم هذا تسجل الوزارة حتى الآن في ملفاتها أنها بعثت بألفين وأربعمائة وخمسين دارساً للدكتوراه
- نسمة هواء..
- ولسنا مما قاله كاتب نيجيري
- والصحفي النايجيري الساخط يكتب عن الصحافة ليقول
«الصحافة نوع من الرخم ــ تحب الجثث والكوارث وتنشط لها..
وإلا فهل سمعت قط بصحفي يجلس في مكتبه ليبلغ القراء أن هذا اليوم جميل .. والأسعار منخفضة والأمن مستتب»؟؟
- ونكتب عن يوم في حياتنا..
- وكلمة «يوم في حياة..» يجعله صاحب «أرخبيل الجولاق» مشهوراً جداً.. وهو في أول أيام «البيروسترويكا» في الاتحاد السوفيتي يكتب رواية صغيرة اسمها «يوم واحد في حياة إيفان دينسوفيتش»
- وإيفان هذا كان سجينًا أيام ستالين ..والرواية تصبح شهيرة إلى درجة أن الناس كانوا يقفون صفوفاً طويلة لشراء نسخة
- وفيها .. السجين إيفان .. في نهاية أحد أيام سجنه وقبل أن يجذب الغطاء فوقه للنوم يتأمل حاله ثم يقول لنفسه
- يا إيقان دينسوفتيش.. اصبر. لم يبق لك في السجن إلا فترة مقدارها سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وستون يوماً فقط..
- وإيفان يتذكر أنه لم يخرج أحد قط ممن انتهت مدة سجنهم.. لكن..
- وإيفان يشعر بأنه داخل قمقم من الحديد
- ونشعر بالحزن الحقيقي .. الحزن على إيفان .. وعلى أنه لم يكن مسلمًا..
فالمسلم عنده دائماً كوة في السماء
تجلب هواء غريباً حبيباً مذهلاً حين يختنق كل شيء
وهاتف مدهش
:أستاذ إسحق
- أمس الدولة تحدق في مركز الأمن الغذائي ـ مذهولة ـ واكتشاف علمي يمكن أن يصبح أعظم ثروة في السودان يبدأ الإنتاج بعد البحث لخمس سنوات
- وبالراحة.. اسمع
- إنتاج الخبز من الذرة أمرٌ يلهث العالم خلفه منذ السبعينات.. ويعجز
- وأقصى ما وصل إليه العالم هو خبز مخلوط بنسبة «20%» ذرة والباقي قمح.
- والقمح وراجع المجلات العلمية الرفيعة ينتج خمسة وخمسين مرضاً بينما الذرة تعالج.. نعم.. تعالج الأمراض..
- وأمس العلماء السودانيون ينتجون خبزاً من الذرة الخالصة.. دون «حبة» قمح واحدة.
- ما يعني أن السودان الذي ينفرد من العالم بكثافة إنتاج الذرة سوف يطعم نفسه خبزاً ويطعم العالم ويطعم خزينة الدولة و.. و..
- والتفاصيل العلمية.. والاقتصادية المذهلة سوف تحملها صحف ومجلات العالم ابتداء من هذا الأسبوع ومعها اسم السودان .. اكتشاف وخبز.. بدلاً من دارفور ومذابح.
- هكذا قال الهاتف..!!
- ويذهلنا أن كوة السماء فوقنا تنفتح عن نسيم من الجنة.. قبل أن يتلاشى صدى دعائنا المكروب
- يا رب.. يا رب.. كم انت لطيف يارب
- وقبل الهاتف كنا نردد مع السياب قصيدته أيام الكرب الكروب
- الرجل يخاطب ربه باكياً
«منطرحًا أمام بابك الكبير
أصيح .. أصرخ .. استجير
أريد أن أموت يا إله»!!
وحين يعاتبه أحدهم كيف ييأس من رحمة الله يقول الرجل المثقف
: ألا ترى أنني أهرب من بلاء الله في الدنيا.. إلى رحمته في الآخرة.
- القلب يا رب حين يكرع.. من معرفتك لحظة واحدة حتى وإن كان بعيداً عنك مثلما كان «السياب» بعيداً فإنه يجن من الطرب
- السياب .. الذي كان ملحداً .. حين يعود إلى ربه يصيح تحت الداء والرجاء مخاطبًا الله سبحانه
«لكن أيوب إن صاح صاح
لك الحمد أن الرزايا عطاء ..
وأن المصيبات بعض الكرم.
- لك الحمد .. لك الحمد.. لك الحمد